انتعاش ميناء طانطان بعد ترخيص وزارة الصيد البحري ل 50 مركبا بإفراغ منتوجاتها

الوطية: محمد سليماني

يعيش ميناء طانطان هذه الأيام انتعاشة كبيرة وغير مسبوقة منذ سنوات، حيث يعرف سوق السمك بالجملة المتواجد بالميناء رواجا كبيرا بسبب وفرة المنتوجات السمكية. هذه الانتعاشة التي خلقت دينامية اقتصادية بالمدينة وأحييت معها الميناء وأعادت الحياة بشكل كبير لعدد من المهن المرتبطة بالبحر، تعود إلى قرار وصف ب “الجريء”، والذي اتخذته وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية بالسماح ل 50 مركبا للصيد بالجر التي تنشط بمنطقة جنوب سيدي الغازي بتفريغ حمولتها بميناء طانطان. ومباشرة بعد بدء هذه المراكب في تفريغ المنتوجات السمكية، حتى سارع عدد من الوسطاء وأصحاب المعامل وتجار السمك إلى النزول إلى المدينة لاقتناء هذه الأسماك. ومنذ تفعيل هذا القرار بُعيد انطلاق موسم صيد الأخطبوط الحالي، فقد استفاد ما يزيد عن 150 مركبا من هذه العملية، وذلك بالتناوب فيما بينهم.

وبحسب بعض المعطيات فإن هذا القرار الذي اتخذته الوزارة، شكك الكثير من المهنيين في مدى نجاحه في البداية، واعتبروا أن العملية “انتحار” غير مفهوم تقدم عليه الوزارة، إلا أن العكس هو الذي حصل بحسب عدد من المهنيين والبحارة والمجهزين، الذين وصفوا القرار بعد ذلك بالشجاع، إذ إن سوق السمك بالجملة بمدينة الوطية أضحى يعرف رواجا كبيرا وحركية متواصلة يوميا لتجارة السمك. الأمر الذي سينعكس إيجابا على مدينة الوطية على وجه الخصوص، كما سيعود بالنفع على البحارة وعدد من العاملين بالميناء.

وبلغة الأرقام فقد كشفت مصادر متطابقة من المهنيين أن أثمان السمك بسوق الجملة بالوطية تعرف هي الأخرى ارتفاعا، حيث أن ثمن الأخطبوط هذه الأيام وصل إلى 2500 درهم للصندوق، أما باقي الأسماك القشرية فقد وصلت إلى 200 درهم للصندوق.

من جهة أخرى تعرف بعض الأنشطةالمرتبطة بالبحر حركية كبيرة بالميناء كما هو الشأن بالنسبة لورش إصلاح السفن. فميناء طانطان يعتبر أول ميناء على الصعيد الوطني لإصلاح وبناء السفن، الأمر الذي يخلق فرص شغل كبيرة على اعتبار أن هذا الورش يشغل 800 عامل بشكل مباشر، كما أنه يشتغل مدة 300 يوم في السنة بشكل متواصل. وبحسب بعض المعطيات فإن عددا من البواخر تنتظر أحيانا لفترة طويلة من أجل إيجاد فرصتها للرسو في مدرج إصلاح السفن.

 

شاهد أيضاً

تقارير “البحر24”: التصدي لصيد صغار الأسماك أصبح ضرورة ملحة لإنقاذ السواحل المغربية!

  تُعتبر قضية صيد صغار الأسماك بمكان توالدها من التحديات الكبرى التي تواجه البيئة البحرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.