البحر 24 نافذتكم على عالم البحر وشؤونه
اختُتمت بالرباط ورشة علمية دولية تناولت التحديات التي تواجه صغار الأسماك السطحية بسبب الاستغلال المفرط والتغيرات المناخية.
وأصدرت الورشة “نداءً علمياً وإنسانياً” قوياً يدعو إلى إحداث تغيير جذري في نماذج إدارة الثروة البحرية. شددت التوصيات على ضرورة ربط العلم بالقرار، وتبني منهج تكيّفي استباقي، وتوسيع نطاق التعاون، لضمان استدامة الصيد والأمن الغذائي للأجيال القادمة.
أكد الخبراء المشاركون أن استدامة صيد هذه الأسماك لم تعد ممكنة في ظل أنماط الحكامة التقليدية، مؤكدين أن الرهان يتجاوز البعد البيئي ليشمل الأمن الغذائي واستقرار النظم البيئية. وأجمعوا على ضرورة التحول إلى نماذج تدبير مرنة وتكيفية، تشمل تعديل مجهود الصيد في الزمن الحقيقي، وتطبيق حصص صيد مرنة، وتبني مقاربة إيكولوجية موسعة تعتمد على الرصد البيئي والتعاون الإقليمي كركائز استراتيجية.
ونبهت التوصيات إلى أهمية النمذجة العلمية الدقيقة لتوزيع الأنواع وتغير مواطنها لتوجيه قرارات الصيد.
ودعت إلى ترسيخ حكامة شفافة وعلمية تدمج المعطيات البيئية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية، مع تعزيز البحث العلمي البحري وآليات المراقبة المتكاملة. كما شددت على ضرورة استلهام التجارب الدولية الناجحة لإنشاء أطر إقليمية للتعاون العلمي والتقني، وإدارة المخزونات العابرة للحدود بشكل مشترك وعادل.
ناقش الخبراء أهمية الاستفادة من الثورة الرقمية، خاصة الذكاء الاصطناعي، لتطوير لوحات قيادة ذكية تحوّل المؤشرات إلى قرارات تشغيلية فعالة. وتم التأكيد على ضرورة بناء جسور الثقة بين العلماء والمهنيين عبر برامج تشاركية. وفي الختام، نبهت الورشة إلى التحديات الكبيرة المرتبطة باللايقين المناخي، ما يستدعي مزيداً من الاستثمار في البحث لضمان تحقيق توازن دقيق بين الاستغلال الاقتصادي الضروري والحماية البيئية الإلزامية لهذه الثروة الحيوية.
