في حادث مأساوي جديد يعكس المخاطر اليومية التي يتعرض لها البحارة في عرض البحر، لقي أحد أفراد طاقم مركب الصيد الساحلي “الكنز” حتفه، متأثرًا بإصابة خطيرة تعرض لها بواسطة أداة صيد تعرف في الأوساط البحرية بـ”الشكارمو”، وذلك أثناء مزاولة نشاط الصيد قبالة سواحل العيون.
الواقعة التي حدثت على بعد حوالي 60 ميلاً بحرياً من ميناء المرسى بالعيون، فجّرت موجة من الحزن في أوساط مهنيي الصيد البحري، وأعادت إلى الواجهة أسئلة حارقة حول شروط السلامة داخل مراكب السردين، ومدى توفر وسائل الحماية والتدخل السريع في مثل هذه الحالات الطارئة، خاصة أن خيار الربان حينها كان التوجه إلى ميناء بوجدور، الأقرب من موقع الحادث بحوالي 22 ميلاً بحرياً، في محاولة يائسة لإنقاذ حياة البحار المصاب.
ورغم تفعيل المساطر القانونية المعتادة في مثل هذه الحوادث، فإن الحادث يسلّط الضوء مجددًا على غياب شروط السلامة المهنية داخل العديد من المراكب، وخصوصًا خلال فترات الذروة التي تعرف ضغطًا كبيرًا أثناء رحلات صيد السردين، حيث تتكاثف الحركة على سطح المركب، وتزداد احتمالات الإصابة، خاصة عند التعامل مع أدوات حادة وثقيلة مثل “الشكارمو”.
مصادر مهنية اعتبرت أن الحادث يعكس خللاً بنيويًا في منظومة الحماية داخل المراكب، مؤكدة على ضرورة إخضاع الطواقم لتكوينات مستمرة في الإسعافات الأولية، وتوفير معدات طبية أساسية للإنعاش السريع، ناهيك عن التفكير في حلول مبتكرة للربط السريع مع وحدات الإغاثة البحرية، خاصة في المناطق البعيدة عن الموانئ.
البحر24- خاص