البحر 24 نافذتكم على عالم البحر وشؤونه
تعيش شريحة واسعة من بحارة ميناء أصيلة وضعًا مقلقًا بسبب المشكل المستمر لمدخل الميناء، الذي بات يشكل عائقًا حقيقيًا أمام ممارسة نشاطهم البحري، ويهدد سلامة أرزاقهم، بل وحياتهم أحيانًا.
ويُعد الترمل الحاد وضعف العمق داخل الحوض المينائي من أبرز العراقيل التي تواجه البحارة التقليديين، حيث لا يتجاوز العمق في بعض النقط سوى “مِسطرة”، كما يظهر بوضوح في شريط فيديو يوثق لحظة حرجة عاشها قارب صيد تقليدي بعدما علِق في التوحل عند محاولته الخروج من الميناء.
الفيديو، يظهر كيف اضطُر طاقم القارب إلى الاستنجاد بقارب آخر من أجل سحبه للخارج، في مشهد يختزل معاناة البحارة اليومية مع مدخل الميناء، الذي تحوّل إلى مصيدة طينية تهدد انطلاقة القوارب صباحًا، وتؤخر عودتها مساءً، وتعرّضها لمخاطر الاصطدام أو الغرق في حالات ارتفاع الموج أو تغير الأحوال الجوية.
ويُجمع عدد من البحارة على أن الوضع لم يعد يُطاق، خصوصًا وأن مشكل الترمل يتفاقم عامًا بعد آخر دون تدخلات جذرية من الجهات المعنية.
ويطالب هؤلاء بضرورة القيام بأشغال جرف فوريّة ودائمة، وتوفير شروط ملاحية آمنة تحفظ سلامة المراكب وتضمن انسيابية الدخول والخروج من الميناء.
ورغم مرور سنوات على المطالب المتكررة بتحسين وضعية ميناء أصيلة، لا تزال المعاناة نفسها تتكرر، في ظل تقاعس الجهات المسؤولة وعلى رأسها الوكالة الوطنية للموانئ، التي سبق أن أعلنت في مناسبات سابقة عن تخصيص ميزانيات معتبرة لصيانة وتأهيل البنية التحتية للميناء، من ضمنها أشغال جرف الرمال وتنقية الحوض المينائي، غير أن الواقع يكشف عكس ذلك.
هذا، ويظهر بوضوح كيف تم تحميل الوكالة الوطنية للموانئ مسؤولية ما يحدث، سواء من قبل المهنيين أو المنتخبين المحليين أو حتى تقارير إعلامية سلطت الضوء على الحالة المزرية التي أصبح عليها مدخل الميناء، الذي يتحوّل مع كل موسم صيد إلى فخّ خطير للقوارب.
وقد تم في أكثر من مناسبة الحديث عن تخصيص اعتمادات مالية لأشغال الجرف وإعادة تأهيل المدخل، لكن الحصيلة على الأرض ظلت دون التطلعات، إن لم نقل منعدمة.
الحوادث المأساوية لم تتأخر في الحدوث، حيث تكررت بشكل شبه سنوي حالات علوق قوارب، بعضها اضطر طواقمها لطلب النجدة، فيما تعرضت أخرى لأضرار جسيمة، وسط غياب صيانة منتظمة أو تدخلات وقائية حقيقية.
البحر24- خاص
