تقارير “البحر24”: هكذا ساهم الابتكار والتكنولوجيا في نجاح الصيد البحري في دول غربية

يُعد قطاع الصيد البحري في العديد من الدول الغربية مثالاً ناجحًا على كيفية تحقيق التوازن بين الاستدامة البيئية وزيادة الإنتاجية. هذه الدول استفادت من التقدم التكنولوجي والابتكار العلمي، إلى جانب تطبيق سياسات صارمة لإدارة الموارد البحرية. النجاح الذي حققته هذه الدول لا يأتي من فراغ، بل يعكس التزامًا طويل الأمد بالتطوير المستدام والاستثمار في البحث العلمي.

أحد أبرز الأمثلة هو النرويج، التي تُعتبر رائدة عالميًا في مجال تربية الأحياء البحرية. استطاعت النرويج تطوير تقنيات متقدمة لتربية الأسماك، مثل السلمون، في أقفاص بحرية ذكية مزودة بأجهزة استشعار لرصد جودة المياه ومستوى الأكسجين. هذه التقنيات تضمن نمو الأسماك في بيئة صحية، مما يزيد الإنتاجية دون الإضرار بالنظام البيئي البحري. إلى جانب ذلك، تعتمد النرويج على أنظمة إدارة صارمة تحدد حصص الصيد بدقة بناءً على الدراسات العلمية حول المخزون السمكي.

في أيسلندا، يعد نجاح قطاع الصيد البحري مرتبطًا بالاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة في تتبع السفن وأنشطة الصيد. أنظمة تحديد المواقع ونقل البيانات في الوقت الحقيقي تمكن السلطات من مراقبة الامتثال للقوانين البحرية ومنع الصيد الجائر. علاوة على ذلك، طورت أيسلندا برامج تعليمية متخصصة لتدريب الصيادين على استخدام المعدات الحديثة واتباع الممارسات المستدامة.

الولايات المتحدة، بدورها، تبنت سياسات مرنة تجمع بين حماية البيئة البحرية وزيادة الإنتاج. مثال ذلك برنامج “قانون الإدارة المستدامة لمصايد الأسماك”، الذي ينظم الأنشطة البحرية ويحدد مناطق محمية بيولوجيًا. كما أن الولايات المتحدة استثمرت بشكل كبير في الأبحاث المتعلقة بتقنيات الصيد الانتقائي، التي تساهم في تقليل الصيد العرضي للكائنات البحرية غير المستهدفة.

فرنسا وإسبانيا، من جانب آخر، حققتا قفزات نوعية بفضل تعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمعات المحلية. هذا التعاون يشمل تنظيم أسواق الأسماك لضمان عدالة الأسعار ودعم الصيادين الصغار، بالإضافة إلى إدخال معدات صيد مبتكرة تقلل التأثير البيئي وتعزز الإنتاجية.

الأسرار الكامنة وراء نجاح هذه الدول تشمل الاستثمار في البحوث البحرية، وتطوير التكنولوجيا، وتطبيق سياسات صارمة ولكن عادلة. هذه التجارب تقدم دروسًا مهمة للدول الأخرى، خصوصًا تلك التي تعتمد بشكل كبير على الصيد البحري كمصدر رئيسي للغذاء والاقتصاد. تحقيق التوازن بين زيادة الإنتاجية وحماية البيئة ليس بالأمر السهل، لكنه هدف ممكن مع التخطيط الجيد والالتزام برؤية طويلة الأمد.

البحر24- خاص

pub

شاهد أيضاً

عجز السيولة البنكية يتراجع بـ8 بالمائة

مركز الأبحاث “بي إم سي إي كابيتال غلوبال ريسيرش” (BKGR) بأن متوسط عجز السيولة البنكية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *