في حادثة لافتة، اعترض الحرس المدني الإسباني مؤخراً صياداً محترفاً كان يمارس الصيد بطريقة غير قانونية في منطقة محظورة بجزيرة غران كناريا. هذا الصياد كان ينشط في منطقة يُمنع فيها الصيد، وبدون أضواء ملاحة على قاربه، مما يعرض سلامة الملاحة في المنطقة للخطر. يقع رصيف الشراع اللاتيني في هذه الجزيرة ضمن مناطق ذات قوانين صارمة تتعلق بالصيد لضمان حماية النظم البيئية البحرية، ولكن الصياد خالف هذه القوانين بشكل خطير.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على أهمية تطبيق القوانين البحرية وضرورة وجود إشراف فعال لضمان احترام الأنظمة البيئية وحماية الممرات البحرية. تصرف الصياد، الذي كان يستهدف السردين، لا يشكل فقط انتهاكاً للقوانين المحلية بل يهدد أيضاً سلامة السفن الأخرى التي قد تواجه صعوبة في تحديد موقعه بسبب عدم وجود أضواء ملاحة.
بينما تشهد إسبانيا حالة من اليقظة والرقابة لضمان تطبيق القوانين البحرية، يبدو أن الوضع في المغرب يتطلب اهتماماً مماثلاً. في العديد من مناطق المغرب، لا تزال عمليات الصيد تتم بدون رقابة كافية، حتى في المحميات البحرية التي يفترض أن تكون محمية تماماً. البحارة في المغرب يدخلون إلى المناطق المحظورة ويصطادون دون أي اعتبار للقيود المفروضة، بل إن بعضهم لا يتردد في صيد الأسماك خلال فترة وضع البيوض، مما يشكل تهديداً خطيراً للموارد البحرية ويؤثر على التنوع البيولوجي.
غياب الرقابة الفعالة على الصيد في المغرب يساهم في تدهور البيئة البحرية، حيث تستمر عمليات الصيد غير القانونية في التأثير سلباً على الأرصدة السمكية والمناطق المحمية. عدم وجود قوانين صارمة وتطبيق فعال لها يفاقم من مشكلة الاستنزاف المفرط للموارد البحرية، مما يتطلب اتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز المراقبة والالتزام بالقوانين البيئية.
لضمان حماية البيئة البحرية وحفاظاً على استدامة الموارد السمكية، من الضروري أن تتخذ السلطات المغربية إجراءات فورية لتعزيز الرقابة وتنفيذ القوانين البحرية. تشديد المراقبة على الصيد غير القانوني، وتطبيق العقوبات الرادعة على المخالفين، وتنظيم حملات توعوية للبحارة يمكن أن تسهم في تقليص تأثيرات الصيد غير المستدام وتدعيم الجهود لحماية المحميات البحرية والموارد الطبيعية.
إن تحسين وضع الصيد وتنفيذ القوانين بشكل فعال في المغرب لن يسهم فقط في الحفاظ على البيئة البحرية، بل سيساهم أيضاً في تحقيق توازن بين الأنشطة الاقتصادية وحماية التنوع البيولوجي للأجيال القادمة.
رضا كدرة – البحر24