رست في سابقة من نوعها السفينة الفرنسية التي تدعى “ايرميون” داخل ميناء طنجة منذ يوم الجمعة الماضي، قبل أن تغادر اليوم الإثنين في رحلة جديدة نحو افريقيا، وقد زارت “البحر 24 “ هذه السفينة، وعاينت عن قرب عدد من المسؤولين بجهة طنجة، وعلى رأسهم وزير العدل والحريات محمد أوجار، والي الجهة محمد اليعقوبي، ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة إلياس العماري، ورئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية يوسف بنجلون، ورئيس الغرفة المهنية عمر مرور، فضلا عن عمدة المدينة محمد البشير العبدلاوي.
وتأتي هذه السفينة التي أبهرت زوارها، بعد عشرة أيام من الإبحار وبضع ساعات في محاولة الرسو، وصلت “ليرميون” قبل 48 ساعة عن موعدها المحدد، وهو الوصول الذي طالما انتظره طاقم السفينة الشراعية الذي واجه طقسا قاسيا، دفعه إلى البحث عن مرفأ آمن بميناء طنجة حالما سمحت الظروف بذلك، وفق ما أفادت به الجهة المنظمة في بلاغ صحافي، معتبرة أن هذا التوقف الطويل سيسمح لأفراد الطاقم بأخذ قسط من الراحة وإصلاح الأعطاب التي تعرضت لها السفينة.
ونقل البلاغ عن القبطان كاريو قوله إن “سفينة ليرميون لم تواجه إطلاقا ظروفا مثل هاته”، معتبرا أنه “ابتداء من رأس فينيستير، اصطدمنا بتقلبات جوية على مستوى خط عرض لشبونة. حتى في فصل الشتاء، يكون هذا المنخفض الجوي عادة على مستوى إيرلندا أو اسكتلندا. حينما وصلنا إلى المنخفض الجوي أصبحنا في قلب طقس جد متقلب، إذ بلغت سرعة الرياح الدرجة التاسعة، لقد واجهنا رياحا هوجاء ورعدا وتساقط حبات البرد وأمواجا بعلو 9 أمتار. كان علينا وضع خطة لاستباق الأمور لعبور العاصفة”.
وأضاف أنه خلال الأيام الأخيرة، واجهت السفينة الشراعية رياحا بقوة ثماني درجات كل 24 ساعة تقريبا، بل وصلت الرياح أحيانا إلى الدرجة العاشرة، موضحا أن هذه المرحلة الأولى “مكنتنا من اختبار الصفات الاستثنائية للفرقاطة، التي تمايلت على وقع الموج لتصل لزاوية 40 درجة. بطاقم تعداده 80 فردا عوض 250 كما في الماضي. وصولنا لهنا يعتبر إنجازا في حد ذاته”.
وخلص البلاغ إلى أن “سحر المناظر البحرية ورؤية السفينة تشق عباب البحر بسرعة ناهزت 10 عقدة في الساعة ستبقى ذكرى محفورة، إنها تجربة إنسانية أثرت على البحارة. تجربة رصت صفوف البحارة ووحدتهم. العديد من بينهم لم يكونوا على سابق معرفة قبل مغادرة لاروشيل، لكن مع الوصول إلى طنجة، أصبحوا يشكلون طاقما متحدا ومعتزا وسعيدا بهذا الانجاز”.
وعلى متن “ليرميون”، التي تمكن لافاييت على متن نسختها الأصلية من قطع المحيط الأطلسي عام 1780 ليصل إلى أمريكا، يشارك طاقم الباخرة في رفع تحد إنساني مشترك وعيش تجربة استثنائية تحت شعار “أحرار معا من الأطلسي إلى المتوسطي”.
وتعتبر مبادرة “أحرار معا”، التي أطلقتها المنظمة الدولية للفرنكوفونية عام 2016، حركة مواطنة لفائدة شباب البلدان الأعضاء تحث على السلام والاحترام باعتبارها حقوقا غير قابلة للتصرف، والتنوع باعتباره ثروة غالية، والتضامن والعيش أحرارا معا كاختيار لا رجعة فيه.
خاص- البحر 24