“قمة إفريقيا الزرقاء” بطنجة ترسم ملامح التنمية المستدامة للقارة في أفق 2030

احتضنت مدينة طنجة يومي 9 و10 أكتوبر الجاري فعاليات النسخة الثالثة من “قمة إفريقيا الزرقاء” (Blue Africa Summit)، التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع الموسم الأزرق والمنتدى العالمي للبحر، في إطار مسار قاري متواصل نحو ترسيخ رؤية إفريقية مشتركة للتنمية البحرية المستدامة.

ويأتي تنظيم هذه الدورة بعد نجاح نسختي 2023 و2024، اللتين مهدتا الطريق لتأسيس فضاء للحوار بين صناع القرار والخبراء والباحثين وممثلي المجتمع المدني حول مستقبل إفريقيا البحرية في أفق سنة 2030، انطلاقا من “إعلان طنجة” الذي دعا إلى بلورة استراتيجيات وطنية ومحلية للتنمية المستدامة للسواحل والمجالات الاقتصادية البحرية الخاصة، وتعزيز حماية التنوع البيولوجي بنسبة 30% في أفق 2030.

القمة التي شارك فيها مسؤولون أمميون ووزراء وأكاديميون ومبادرون من مختلف بلدان القارة، شكلت منصة تشاركية لبلورة “ميثاق إفريقي بحري” سيُعلن عن بنوده في الدورة الرابعة سنة 2026، ويتوجه إلى الدول، والجماعات الترابية، والمؤسسات الاقتصادية والمالية، والمنظمات غير الحكومية، عبر خطة عمل واقعية وطموحة من أجل مستقبل بحري مستدام لإفريقيا.

وأكد المشاركون خلال هذه النسخة على الطابع الاستراتيجي للفضاء البحري الإفريقي، باعتباره شريانا حيويا لاقتصاد القارة، حيث تمر أكثر من 90% من المبادلات التجارية عبر الطرق البحرية التي تربط إفريقيا بأوروبا والأمريكتين وآسيا.

كما شددوا على ضرورة تسريع تنزيل الحلول العملية لمواجهة تحديات التغير المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث الذي يهدد السواحل والمنظومات البيئية المحلية.

وفي السياق ذاته، دعت القمة إلى تطوير وكالات علمية إفريقية مشتركة للبحث في علوم البحار والاقتصاد الأزرق، وتشجيع الابتكار في مجالات الطاقة النظيفة والصيد المستدام القائم على الصناعات التقليدية المحلية، كمدخل لتحقيق الأمن الغذائي وتدبير أفضل للموارد السمكية.

كما نبهت القمة إلى ضرورة ابتكار آليات تمويل جديدة تراعي التحديات الاقتصادية الراهنة، في ظل تراجع المساعدات التنموية وارتفاع المديونية الإفريقية، مع التأكيد على أهمية إشراك الشباب والنساء في المناصب التنفيذية للمنظمات البحرية القارية، وتحقيق تكافؤ فعلي داخل هذه المؤسسات.

وتأتي هذه القمة في سياق دينامية متصاعدة، إذ اختيرت لتكون محطة تشاورية إقليمية بعد المؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC3) الذي عقد في نيس الفرنسية في يونيو 2025، ما يعزز مكانة المغرب كـ فاعل استراتيجي في صياغة مستقبل التعاون البحري العالمي.

 

شاهد أيضاً

طرفاية.. بحارة يحتفلون من فوق القوارب بذكرى المسيرة الخضراء في مشهد وطني مهيب

في أجواء يغمرها الاعتزاز والانتماء، شهد ميناء طرفاية صباح الخميس احتفالات مميزة بذكرى المسيرة الخضراء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *