أثار تداول صور لكارثة بيئية بمدينة العرائش، الكثير من الجدل بعد ظهور بقعة حمراء ضخمة على مياه الشاطئ الصخري “الماء الجديد”، مما أثار حالة من القلق والخوف بين السكان الذين تساءلوا عن مصدر هذه الظاهرة الغريبة.
وحسب المصادر، فإنه بعد إجراء التحقيقات الأولية، تبيّن أن البقعة الحمراء كانت ناتجة عن تسرب من إحدى الوحدات الصناعية في منطقة الأوسطال المتخصصة في تصنيع الفواكه الحمراء. وفقًا للمسؤولين، فإن هذه المادة هي صبغة طبيعية ناتجة عن الفواكه الحمراء وليست مادة كيميائية، وبالتالي فإنها لا تشكل أي خطر على صحة المواطنين أو البيئة.
ولكن رغم هذه التطمينات، فإن الواقعة أثارت العديد من التساؤلات حول مدى التزام المصانع في المنطقة بالمعايير البيئية المطلوبة.
المصادر قالت أن العامل أمر بتشكيل لجنة مختلطة تضم تقنيين من الوكالة المستقلة للماء والكهرباء والتطهير السائل “لاراديل”، إلى جانب تقنيي مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية “لونصا”، بالإضافة إلى السلطات المحلية. هذه اللجنة باشرت فورًا تحرياتها صباح يوم الجمعة 9 ماي الجاري، إلا أنه حتى الآن لم يصدر عنها تقرير مفصل حول الواقعة.
ما أثار قلق السكان أكثر هو تزامن الحادث مع تصنيف عدد من شواطئ مدينة العرائش كشواطئ غير صالحة للسباحة بسبب التلوث المستمر للمياه. ورغم الطمأنات التي قدمتها الجهات المعنية بأن المادة الملونة ليست ضارة، إلا أن هذا النوع من التلوث لا يمكن أن يمر مرور الكرام دون التأثير على جاذبية الشواطئ، خاصة في ظل اقتراب فصل الصيف الذي يعرف إقبالاً كبيرًا من السياح والمصطافين.
هذه الواقعة تثير مجددًا الحاجة إلى مزيد من الصرامة في مراقبة الوحدات الصناعية في الإقليم، والتأكد من أنها تتعامل مع مخلفاتها وفقًا للمعايير البيئية الصارمة. أي تراخي في مراقبة هذه المصانع أو تجاهل للمخاطر المحتملة سيؤدي لا محالة إلى مزيد من الضرر على البيئة وصحة السكان. يجب على الجهات المعنية أن تتخذ من هذه الحوادث درسًا لتشديد الرقابة على المصانع، ومتابعة تنفيذ الشروط البيئية بدقة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤذية.