“أيها البحار.. لباسك اليوم فوق البحر يحميك غدًا من الأخطار الصحية”

تعد الرطوبة من أخطر العوامل البيئية التي يواجهها الصيادون والمقيمون بالقرب من السواحل البحرية. ويعتبر البحر من أكثر الأماكن التي يتجمع فيها الرطوبة بشكل كبير، خاصة خلال الليل عندما تنخفض درجات الحرارة، مما يزيد من خطورة التأثيرات الصحية التي قد تنجم عنها.

تتسبب الرطوبة العالية في تراكم الماء على الأسطح في الجسم، مما يؤدي إلى امتصاص الجلد لهذه الرطوبة لفترات طويلة. وعندما يظل الأشخاص في هذا الوضع لعدة ساعات أو حتى طوال الليل، خاصة في ظل غياب الملابس الواقية، فإنهم يصبحون عرضة لعدد من الأمراض والمشاكل الصحية الخطيرة.

تعتبر الفطريات الجلدية من أبرز الأمراض التي قد تصيب الصيادين أو أي شخص يبيت بالقرب من البحر دون حماية كافية. الرطوبة العالية توفر بيئة مثالية لتكاثر الفطريات على سطح الجلد، مما يؤدي إلى حدوث التهابات جلدية مؤلمة، خاصة في المناطق التي تتعرض بشكل مباشر للماء مثل القدمين والأطراف.

تتسبب الرطوبة العالية أيضًا في زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية. الأشخاص الذين يعانون من حساسية التنفس هم الأكثر عرضة لهذه الأمراض بسبب استنشاقهم للهواء المشبع بالرطوبة والملوثات البيئية التي تحملها الرياح البحرية.

التعرض المستمر للهواء البارد والرطب ليلاً قد يؤدي إلى الإصابة بنزلات البرد الحادة والزكام. الرطوبة تتسبب في انخفاض درجة حرارة الجسم، ما يعزز من فرص الإصابة بالإنفلونزا والزكام، خاصة عند المبيت فوق البحر دون ملابس دافئة.

الرطوبة المرتفعة في البيئة البحرية يمكن أن تؤدي إلى تكاثر البكتيريا والفيروسات، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية. الصيادون والمقيمون في مناطق بحرية قد يتعرضون لعدوى جلدية أو أمراض تنتقل عبر المياه، خاصة إذا لم يكن هناك اهتمام بالنظافة الشخصية أو وجود مرافق صحية مناسبة.

البقاء في بيئة رطبة لفترات طويلة قد يتسبب في ظهور مشاكل صحية أخرى، مثل الصداع المزمن وآلام المفاصل. الرطوبة تؤثر بشكل كبير على تدفق الدم في الجسم، مما يزيد من الشعور بالآلام في العظام والمفاصل، خاصة في الأيام التي تتسم بالبرودة العالية.

لحماية أنفسهم من هذه المخاطر، يجب على الصيادين والعمال البحريين اتخاذ بعض التدابير الوقائية، مثل ارتداء ملابس واقية مقاومة للرطوبة، خاصة في الأيام الباردة أو الرطبة. كما يجب الحفاظ على جفاف الجسم قدر الإمكان، والابتعاد عن البقاء في المياه لفترات طويلة. من الضروري أيضًا استخدام كريمات وقائية ضد الفطريات على الجلد، وأخذ فترات راحة منتظمة بعيدًا عن البيئة البحرية الرطبة. تأكد من توفر أغطية دافئة ومناسبة عند النوم بالقرب من البحر.

تعتبر الرطوبة فوق البحر أحد المخاطر الصحية التي قد تهدد الصيادين والمقيمين في المناطق الساحلية، خاصة عند قضاء فترات طويلة في هذه البيئة دون حماية كافية. لذلك، من الضروري أن يتخذ العاملون في هذا القطاع كافة الإجراءات الوقائية لتفادي الأمراض والمشاكل الصحية التي قد تنجم عن الرطوبة العالية.

رأي المحرر

شاهد أيضاً

منع مؤقت لصيد أصناف بحرية بالمنطقة المتوسطية عرض “رأس الشوكات الثلاث” ل 10 سنوات

  أصدرت كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المكلفة بالصيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *