في مشهد أثار فضول واستغراب المواطنين، عثر صبيحة اليوم على كميات من الرغوة تغطي أحد الشوارع العامة بمنطقة البرنوصي بالدار البيضاء، وسط تساؤلات حول مصدرها ومدى خطورتها. المعلومات الأولية ترجح أن شركة ما تخلصت من مواد صناعية عبر شبكة الصرف الصحي، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا بشأن التأثير البيئي لهذه الممارسات غير المسؤولة، خاصة إذا وصلت هذه المواد إلى البحر.
المخاطر البيئية لمثل هذه النفايات الكيميائية لا تقتصر على الشارع أو شبكات الصرف الصحي فحسب، بل تمتد لتشمل النظام البحري بأكمله. فعند وصولها إلى المحيط، قد تتسبب هذه المواد في اختلال التوازن البيئي، حيث يمكن أن تؤدي المركبات الكيميائية الموجودة في هذه المخلفات إلى تسمم الحياة البحرية، سواء الأسماك أو الكائنات الدقيقة التي تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي البحري. بعض هذه المواد يمكن أن تتسبب في تكوين بقع رغوية فوق سطح الماء، مما يعيق وصول الأوكسجين إلى الكائنات البحرية، وهو ما يهدد حياتها ويؤثر على التنوع البيولوجي في المنطقة.
إضافة إلى التأثير المباشر على الكائنات البحرية، فإن هذه الملوثات قد تجد طريقها إلى السلسلة الغذائية، مما يجعلها تهديدًا غير مباشر للإنسان نفسه. فالمأكولات البحرية التي يتم اصطيادها من مناطق ملوثة قد تحتوي على مواد سامة يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة العامة عند استهلاكها. كما أن تكرار مثل هذه الحوادث دون رقابة صارمة قد يؤدي إلى تدهور جودة المياه الساحلية، مما ينعكس سلبًا على الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالبحر، مثل الصيد البحري والسياحة.
ما حدث اليوم في البرنوصي يجب أن يكون إنذارًا يستدعي تحقيقًا عاجلًا لمعرفة مصدر هذه الرغوة واتخاذ التدابير القانونية اللازمة في حق المتسببين. فحماية البيئة البحرية مسؤولية جماعية تتطلب التزامًا صارمًا بتطبيق القوانين البيئية، وتعزيز آليات المراقبة لمنع أي تصريف عشوائي للنفايات الصناعية. استمرار مثل هذه الانتهاكات قد يجعل البحر مستودعًا للسموم بدلًا من كونه مصدرًا للحياة، وهو خطر لا يمكن الاستهانة به في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها العالم اليوم.
خاص- البحر24