اختتمت فعاليات النسخة السابعة من معرض “أليوتيس” يوم الأحد 9 فبراير 2025 بأكادير، بعد خمسة أيام من الأنشطة المكثفة، التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وقد سجلت هذه النسخة نجاحًا لافتًا من حيث الإقبال والمشاركة الدولية، حيث استقطبت ما يقارب 65 ألف زائر، متجاوزة التوقعات الأولية التي قدرت بـ50 ألف مشارك. كما تميزت بمشاركة 523 عارضًا يمثلون 54 دولة، إلى جانب حضور 20 وفدًا رسميًا، مما يجعلها النسخة الأكثر حضورًا في تاريخ المعرض.
افتتح المعرض يوم 5 فبراير 2025 من طرف رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، تحت شعار: “البحث والابتكار من أجل صيد بحري مستدام”، تأكيدًا على التزام المملكة المغربية بجعل البحث العلمي والابتكار محورًا أساسيًا في تطوير قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية. وقد شهد الحدث مشاركة دولية واسعة، من بينها ست دول حضرت لأول مرة، وهي كوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والهند، وسلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، وفنلندا. كما تم اختيار فرنسا ضيف شرف لهذه النسخة، مما أتاح فرصة لتعزيز التعاون والشراكات بين الفاعلين المغاربة ونظرائهم الفرنسيين.
أقيم المعرض على مساحة 20 ألف متر مربع، حيث توزعت الأروقة على مختلف القطاعات الممثلة للصناعة البحرية، بدءًا بالمؤسسات الرسمية، ومرورًا بالعارضين في قطاع الأسطول والمعدات، وانتهاءً بالمشاركين الدوليين، وصناعات تثمين ومعالجة المنتجات البحرية، إضافة إلى رواق خاص بتربية الأحياء المائية.
وعلى هامش المعرض، تم عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم من مختلف الدول، لتعزيز التعاون الدولي في قطاع الصيد البحري. فقد أجرت السيدة زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، اجتماعات مع عدد من الوزراء والمسؤولين من دول كوت ديفوار، الصومال، الغابون، ليبيا، وموريتانيا، في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب. كما شملت اللقاءات مسؤولين رفيعي المستوى من روسيا، اليابان، فرنسا، سلطنة عمان، والاتحاد الأوروبي.
وقد شهد المعرض توقيع اتفاقيات هامة، أبرزها تعزيز الشراكة المغربية-الموريتانية من خلال عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة للصيد البحري، التي توجت بإبرام ثلاث اتفاقيات في مجالات البحث البحري والتكوين. كما تم توقيع اتفاقية شراكة مع اليابان، تهدف إلى تمويل مشروع قرية الصيادين الجيل الجديد بالصويرية القديمة، بتمويل إجمالي بلغ 129 مليون درهم.
وفي إطار الاهتمام بالبحث العلمي، تم تعزيز أسطول البحث التابع للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بمعدات حديثة، إضافة إلى تدشين الكاتاماران الجديد لتربية الأحياء المائية، والذي يشكل نقلة نوعية في قدرات البحث البحري. كما تم استقبال سفينة الأبحاث “الحسن المراكشي”، بحضور سفير اليابان بالمغرب، وهو ما يعكس عمق التعاون المغربي-الياباني في هذا المجال.
تميزت هذه النسخة أيضًا بتنظيم ندوات علمية وموائد مستديرة، ناقش خلالها خبراء مغاربة ودوليون التحديات التي تواجه القطاع، بما في ذلك استدامة الموارد، الابتكار، التكوين البحري، والتنافسية. كما تم عقد لقاءات أعمال (B2B)، ساهمت في تعزيز الشراكات التجارية بين المقاولات العاملة في قطاع الصيد البحري وصناعة السفن وتربية الأحياء المائية.
وفي بادرة لدعم المرأة في قطاع الصيد البحري، تم توقيع اتفاقية بين القرض الفلاحي المغربي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي والمالي للنساء العاملات في القطاع، عبر برامج التربية المالية والإدماج الاقتصادي.
كما سجل المعرض رقمًا قياسيًا من حيث مشاركة المقاولات المغربية، حيث بلغ عددها 165 مقاولة، مقابل 119 في نسخة 2023، بينما ارتفع عدد العارضين في قطاع معدات الصناعات البحرية إلى 66 عارضًا مقارنة بـ44 في النسخة السابقة.
وفي ختام المعرض، تم توزيع 44 جائزة شرفية، منها 30 جائزة لأفضل الأجنحة، و10 جوائز للجنة التحكيم، و4 جوائز للابتكار في الصناعات البحرية، تكريمًا للمساهمات المتميزة في القطاع.
بفضل النجاح الكبير الذي حققته هذه النسخة، تتعزز مكانة معرض “أليوتيس” كموعد رئيسي على أجندة الفاعلين في قطاع الصيد البحري، مما يفتح آفاقًا واعدة لمستقبل القطاع، مع استشراف مزيد من التعاون الدولي والاستثمارات المستدامة في الدورات المقبلة.