تقارير “البحر24”: الصدفيات.. حراس صامتون لصحة البحار

تلعب الصدفيات دورًا بيئيًا حيويًا في تحسين جودة المياه البحرية بفضل قدرتها على تنقية المياه من الشوائب والملوثات. هذه الكائنات البحرية الصغيرة، مثل المحار وبلح البحر، تعمل كـ”مرشحات طبيعية” قادرة على تنظيف كميات كبيرة من المياه يوميًا، مستغلة آلية التغذية بالترشيح لسحب المياه عبر خياشيمها وفصل الغذاء عن الملوثات.

خلال هذه العملية، تلتقط الصدفيات الرواسب والمعادن الثقيلة والبكتيريا الضارة، مما يسهم في تقليل مستويات التلوث وتعزيز الشفافية والتهوية في المسطحات المائية.

على سبيل المثال، يستطيع محار واحد تنقية حوالي 50 لترًا من الماء يوميًا. هذا الدور يجعلها وسيلة فعالة في مواجهة ظواهر مثل الإثراء الغذائي الناتج عن زيادة المغذيات في المياه، والذي يؤدي إلى تكاثر الطحالب الضارة ونقص الأكسجين. من خلال امتصاص النيتروجين والفوسفور الزائدين، تساعد الصدفيات في إعادة التوازن البيئي.

ورغم أهميتها، تواجه الصدفيات تحديات مثل التلوث البلاستيكي وتغير المناخ، مما يتطلب حماية موائلها الطبيعية لضمان استمرار دورها البيئي.

الجهود المبذولة لتعزيز استزراع الصدفيات أصبحت جزءًا من الحلول المستدامة لتحسين جودة المياه البحرية في عدة مناطق حول العالم. الصدفيات، بصمتها، تقدم لنا درسًا عن الانسجام بين الطبيعة والإنسان، وتحثنا على دعم استزراعها لحماية البحار والشواطئ من التلوث، بما يعزز التنمية المستدامة والاقتصاد الأزرق.

خاص- البحر24

شاهد أيضاً

فعاليات ملتقى اسباني مغربي بطنجة.. استعراض التحديات المناخية وتأثيرها على توازن المنظومة البحرية 

في إطار نفس أشغال اللقاء الإسباني–المغربي بطنجة الذي نظمته الغرفة المتوسطية، تم تقديم عروض علمية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *