باحثون في الصيد: السلطعون الأزرق قادر على تحمل بيئات متنوعة بدون أكسجين

 

في عرض قدمه الباحث سعيد  بنشوشة الإطار العلمي ب INRH طنجة مؤخرا بلقاء إسباني مغربي بمقر الغرفة المتوسطية، تمت الإشارة إلى التحديات البيئية التي يواجهها الصيد البحري بسبب ظهور السلطعون الأزرق، وهو نوع دخيل بدأ ظهوره في البيئة المحلية بعد أن كان موطنه الأصلي في أمريكا. يتميز هذا السلطعون بقدراته العالية على التحرك لمسافات طويلة، حيث يمكنه السباحة حتى 15 كيلومترًا يوميًا. هذا النوع من السلطعون يتغذى بشكل رئيسي على الصدفيات والقمرون، ولا يتردد في مهاجمة أي كائن بحري يعترض طريقه، مما يعزز تأثيره السلبي على التوازن البيئي في المناطق التي ينتشر فيها.

من بين الميزات الفريدة لهذا السلطعون الأزرق قدرته على التكيف مع ظروف بيئية قاسية، إذ يمكنه تحمل مستويات منخفضة جدًا من الأكسجين، مما يجعله قادرًا على البقاء في بيئات بحرية متنوعة. ورغم هذه القدرات الكبيرة، يبقى الأخطبوط هو المفترس الوحيد المعروف لهذا النوع من السلطعون، وهو ما يبرز أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري لضمان وجود توازن طبيعي في البيئة البحرية.

الظهور المفاجئ للسلطعون الأزرق في المياه المحلية دفع  بنشوشة إلى التنبيه حول تأثيراته المحتملة على الصيد البحري، خصوصًا أن هذا النوع يهدد الموارد البحرية التي يعتمد عليها الصيادون المحليون. ويعزو السيد بنشوشة هذه التغيرات إلى الأنشطة البشرية، مؤكدًا أن البحر يمتص كميات كبيرة من الملوثات المنبعثة في الهواء، مما يزيد من تأثير التغيرات المناخية على النظام البيئي البحري.

للحد من هذه التحديات، شدد  بنشوشة على ضرورة وضع مخطط إداري يهدف إلى التخفيف من تأثير التغيرات المناخية على البيئة البحرية. هذا المخطط يجب أن يركز على حماية التنوع البيولوجي وضمان استدامة الموارد البحرية، في مواجهة التهديدات التي يفرضها السلطعون الأزرق وأنواع أخرى من الكائنات البحرية الدخيلة، بما يضمن التوازن البيئي ويدعم مستقبل الصيد المستدام في المنطقة.

شاهد أيضاً

اتفاقيات بقيمة 344 مليون يورو مع البنك الافريقي.. منها تطوير منصة صناعية بميناء الناظور

وقع المغرب والبنك الإفريقي للتنمية، الخميس بالرباط، ثلاث اتفاقيات تمويل بقيمة إجمالية بلغت 344.7 مليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.