تاريخ.. ميناء الدار البيضاء من تجارة الصوف إلى القصف والإنزال العسكري للحلفاء سنة 1942

سلسلة أسبوعية، تفتح من خلالها صحيفة “البحر24″، صفحة تاريخ البحار والمحيطات والموانئ، وأهم الأحداث التي عاشتها المملكة خلال السنوات الغابرة.

 من لايقرأ تاريخه، لن يفهم مستقبله .

إذا كان ميناء الدار البيضاء، يرتبط كثيرا بالمئات الآلاف من الحاويات والملايين التي يعالجها سنويا، فإنه لابد من العودة شيئا ما إلى تاريخ هذا الميناء حتى يمكن فهم دينامية الحياة بداخله أكثر.

تقول بعض المصادر المطلعة على تاريخ ميناء البيضاء، أنه ارتبط في البداية باهتمام الأوروبيين الراغبين في التجارة، وقد أدى تقدم الملاحة التجارية وتطور صناعة النسيج إلى ارتفاع نشاط الميناء الذي سيصبح أحد أكبر الموردين للصوف بالحوض المتوسطي.

وتضيف هذه المصادر التاريخية المتفرقة، أنه في  سنة 1862، تم ربط الدار البيضاء بخط بحري قار مع مدينة مارسيليا الفرنسية وقد شكل ميناء الدار البيضاء الذي تم تشييده سنة 1912 أول أكبر ميناء حديث بالمملكة المغربية، إذ ساهم في ازدهار النشاط الاقتصادي للمدينة وجهتها واستقطب عددا كبيرا من المستثمرين والعمال. وقد  تمكن الميناء من التحكم في مستقبل الدار البيضاء الصغيرة ليجعل منها أكبر مركز اقتصادي وتجاري ومالي بالبلاد.

إنزال عسكري

ارتبط الإنزال العسكري للحلفاء بشمال افريقيا خلال الحرب العالمية الثانية كثيرا، بميناء البيضاء، ففي سنة 1942 عرف الإنزال العسكري الأمريكي بالدار البيضاء و عملية “تورشي” حدثا مازال حاضرا في ذاكرة البيضاويين القدامى بحيث أنه شكل منعطفا في مسار الحرب العالمية الثانية .

شهرين بعد ذلك، ستحتضن الدار البيضاء اجتماع رؤساء القوات العظمى الحليفة (روزفلت، تشرشيل، جيرو، دوغول) لإعداد استراتيجية ما بعد الحرب خلال ندوة آنفا في يناير1943. وقد مرت سنوات عديدة عرف خلالها ميناء الدار البيضاء مجموعة من التغيرات، إلا أنه في الفترة الرابطة بين 1939 و1945، التي كانت تاريخ الحرب العالمية الثانية، عرف ميناء البيضاء جمودا كبيرا، بل إنه تعرض لقصف جوي في العملية المسماة “الشعلة”، ما أدى إلى تعطيل الحركة التجارية به،  وتعتبر الدار البيضاء مدينة المقاومة والنضال،  ونشأت المقاومة ضد الحماية الفرنسية بالدار البيضاء، وقد لعب الميناء دورا كبيرا في هذا الجانب.

خـــــاص- البحر24