هكذا حال من يهمهم القطاع .. قبعة جحا الوحيدة والعشرة رؤوس!!

يحكى من نوادر جحا والعهدة على الراوي، أنه ذات يوم سئل جحا،  من أنت؟، فرد جحا،  نحن هاهنا! .

فلما نودي عليه مرة أخرى بدأ جحا يظهر لنحو عشرة مرات، حتى يثبت أنه مع عشرة أشخاص.

وكل ظهور جديد له، يرتدي قبعة واحدة مع لباس مختلف، غير أنه لم يفطن أن ظهوره سرق الأنظار، حين نسي أن يغير لون القبعة، فظل يظهر بنفس اللون عشرة مرات حتى سرق أنظار الجميع وعرف الكل سره وتفرق الكل من حوله.

قد يفهم القارئ من هذه القصة أننا نحاول أن ننوم طفلا صغيرا، غير أن الحقيقة المرة، هي أن الذين يتبجحون بأن كل مايهمهم في الضجيج الذي ارتفع مؤخرا، وسرعان ما سيخفت، هو القطاع والمهنة.. غير  أن الأمر لايعدو أن يكون سوى مثال تجسده قصة جحا والعشرة رؤوس.

فمن أراد التغيير ويهمه القطاع وأبناءه بالطبع، فما عليه سوى أن يغير جلده عشرات مرات تقريبا في السنة، حتى يستطيع الظهور بمظهر محترم، بطاقات جديدة، وكفاءات جديدة وبرامج جديدة، ولون جديد وقبعة جديدة طبعا. وذلك حتى يتسنى للجميع أن ينساق معه، ويعطيه مفتاح أي مهنة، وهي المصداقية و”المعقول” الذي يعتبر رأسمال أي قطاع، أما أن نهرول للإطلالة على البهرجة من النافذة فنجد نفس الموكب ونفس الوجوه والدائرة ذاتها، فهذا يجعلنا ننوم أبنائنا والقطاع معه، بقصة جحا لعلها تنفع الجميع، ويتخذ منها عبرة للبحث عن أفق  جديد وتغيير جلده ومعه القبعة !!

ووسط كل هذا الضجيج حين سألنا أحد الذين بات غصة في حلق البعض، عن رده حول مايجري أجاب: إذا ابتليت بالآخرين فأعلم أنك ناجح، والفاشلين لايهتم بهم الناس، أو بالأحرى كما قال جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه: “لا تضيعوا وقتكم في طرح الحجج بحسن نية في مواجهة أشخاص نواياهم سيئة”.

pub

شاهد أيضاً

فيديو: أبرز نقاط الجمع العام للكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي على لسان عضو الداخلة محمد سيدينيا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *