من يحاول تصدير الفتنة لموانئ الشمال والريف وضرب المجهودات الملكية ؟

لم تكد أزمة الريف التي خرجت منها الدولة بشق الأنفس، بعد أن تم استغلالها من طرف مختلف الأطراف الخارجية والداخلية لصب الزيت فوق النار، تخمد، حتى بدأت جهات من أقصى الجنوب، تحاول إشعال ميناء الريف وموانئ الشمال معها، من جديد، علما أن أزمة الريف كان سببها “تاجر للسمك”.

هذه الجهات التي يبدو أنها تلعب بالنار، ولا تعرف أنها تلعب فوق منطقة حساسة ومحفوفة بالمخاطر، ومن شأنها أن تأتي على الأخضر واليابس، وكان آخرها تلويحها بأرقام لمصطادات سمك التونة أن الشمال محتكر من طرف متحكمين فيه، بالرغم أن ميناء القصر الصغير كانت فيها نسبة حصة التونة هي 28 طنا لصالح أرباب مراكب الصيد بالخيط، خلال السنة الماضية على مستوى طنجة أصيلة.

وبما أنه في هذه السنة ارتفعت النسبة ب 20 طنا على الصعيد الدولي، فقد ارتفعت لأكثر من 40 طن وهذا يتأتى في إطار توافق اللجنة المحلية للصيد الساحلي والتقليدي فلا داعي للركوب على ذلك.

وعلى مستوى  منطقة القصر الصغير  فكما يعلم الجميع فقبل 20 سنة، قبل أن يتم إحداث “الكوطا” دوليا، كانت تفوق المصطادات فيها مابين 1000 و 1500 طن سنويا، وتاريخيا تبقى هي الثروة الوحيدة، فكيف يتخيل لهؤلاء أن نسبة 46 طنا تحتاج للتهليل وتحويلها لرقم صعب المعادلة واستعمال كلمات من قبيل ” الانتزاع” كأن هذه الأقاليم تعيش تحت سلطة استعمارية.

إن الموانئ الشمالية اليوم، حققت طفرة نوعية وقفزة لا مثيل، فيكفي أن تزور ميناء طنجة الذي خصصت له الدولة اعتمادا ماليا ناهز 114 مليار سنتيم، ودشنه الملك محمد السادس كأكبر المحطات البحرية في شمال المملكة، قبل أن تظهر هذه الجهات محاولة تصدير الفتنة التي تعرفها بعض الموانئ الجنوبية، والنزعات القبلية، لإشعال هذه الموانئ وضرب كل المجهودات الملكية في الرقي بقطاع الصيد البحري نحو مصافي القطاعات الأكثر حيوية بالبلاد.

إن التوجه الجديد للدولة بقيادة عاهل البلاد، واضحة للعيان، فإذا كنت مستثمرا فإنه لا فائدة لهذه الاستثمارات إذا كانت لا تشغل يدا عاملة من المنطقة التي تستخرج منها مخزونها، وهو الأمر الذي ينطبق على ميناء بوجدور الذي لا يزال الكل ينتظر إطلاق المنطقة الصناعية دون جدوى، ولذا فإنه حان الوقت لنهمس في أذن الذين يركبون على مصطلحات “الانتزاع” و”الاكتساح”، أن الوطن أكبر من تصفية الحسابات السياسية، وإشعال الموانئ على حساب أجندة انتخابية واضحة لا غبار عنها، والانخراط في العمل الجاد بعيدا عن لعبة العناوين وهي أرحم لوطن ينتظر أبناءه بدل التكتلات والاصطفافات الجانبية التي لا تخدم سوى أصحابها.

 البحر 24

شاهد أيضاً

تقارير “البحر24”: التصدي لصيد صغار الأسماك أصبح ضرورة ملحة لإنقاذ السواحل المغربية!

  تُعتبر قضية صيد صغار الأسماك بمكان توالدها من التحديات الكبرى التي تواجه البيئة البحرية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.