الداخلة.. تفاصيل زيارة الدريوش والبواري لمشاريع بحرية حيوية

في تجسيد حي للدينامية التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، قام كل من أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وزكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، بزيارة ميدانية إلى جهة الداخلة – وادي الذهب للوقوف عن كثب على مدى تقدم مجموعة من المشاريع المهيكلة التي تندرج في صلب تنزيل استراتيجيتي “الجيل الأخضر” و”أليوتيس”، وتعزيز النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2016.

شملت الزيارة أوراشًا تنموية متنوعة تمثل رافعات حقيقية لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في القطاعين الفلاحي والبحري، مع تركيز ملحوظ على الابتكار والتكنولوجيا وتعزيز التشغيل والاستثمار المحلي.

تميزت هذه الجولة بمعاينة وحدة صناعية مخصصة لتثمين الموارد البحرية، بطاقة إنتاجية تبلغ 140 طنا يوميًا، واستثمار إجمالي قدره 127 مليون درهم، حيث من المنتظر أن تخلق 498 منصب شغل مباشر وغير مباشر. كما تم تقديم مشروع تثمين الأسماك السطحية الصغيرة، الذي يضم إحداث ست وحدات صناعية جديدة باستثمار يفوق 1,16 مليار درهم، وبطاقة تشغيلية تصل إلى 4378 منصب شغل مباشر، ما من شأنه أن يعزز قدرة الجهة على رفع نسبة تثمين المصطادات وتطوير سلاسل القيمة ذات المردودية العالية.

في هذا السياق، تم إعطاء انطلاقة عملية توزيع أجهزة إرسال الإغاثة لتحديد الموقع عبر الأقمار الاصطناعية في حالات الحوادث في عرض البحر “راديو باليز”، بحضور رئيس الغرفة الأطلسية الجنوبية. ويأتي هذا البرنامج في إطار جهود تجهيز قوارب الصيد التقليدي العاملة بالساحل الأطلسي الجنوبي، بهدف تعزيز السلامة البحرية وتحديد مواقع الحوادث. ويشمل المشروع تجهيز 6183 قارب صيد تقليدي، منها 3207 قارب بسواحل الداخلة، بتمويل من كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري وبميزانية قدرها 20,6 مليون درهم.

تعكس هذه الزيارة الميدانية الأثر الإيجابي للرؤية الملكية المتبصرة التي تراهن على جعل الأقاليم الجنوبية قاطرة للتنمية المندمجة، من خلال خلق أقطاب إنتاجية متكاملة تجمع بين الفلاحة العصرية، الصيد البحري المستدام، الطاقات المتجددة، والتصنيع المحلي، بما يساهم في بناء نموذج اقتصادي جديد يقوم على الاستدامة والعدالة المجالية.