منذ تعيينها على رأس كتابة الدولة المكلفة بقطاع الصيد البحري بقرار ملكي حكيم، نجحت زكية الدريوش في قيادة هذا القطاع الاستراتيجي بكفاءة وفعالية، حيث أظهرت قدرة كبيرة على تحقيق التوازن بين الاستغلال المستدام للموارد البحرية وضمان وفرة الأسماك في الأسواق الوطنية، خاصة خلال شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعًا كبيرًا في الطلب.
رغم الأزمة العالمية التي أثرت على وفرة الأسماك في البحار، نجحت الدريوش في فرض تطبيق الراحة البيولوجية، وهو إجراء جوهري للحفاظ على المخزون السمكي وضمان استدامته.
وجاء هذا القرار في توقيت دقيق، إذ استطاعت الوزارة، رغم التحديات، تأمين وفرة السردين، الذي يعد من أكثر الأسماك استهلاكًا في هذا الشهر، بأسعار مناسبة للمواطنين، بفضل تخطيط محكم لسلاسل الإمداد وضبط عمليات التوزيع والمراقبة.
إلى جانب ذلك، عملت الدريوش على إعادة هيكلة القطاع إداريًا، حيث أجرت تعديلات جوهرية شملت تعيين مدراء جدد بمختلف المصالح والمؤسسات التابعة للوزارة، بهدف تحسين الحكامة، وتعزيز الكفاءة، وضمان تدبير أكثر حداثة وفعالية. وركزت هذه الإصلاحات على ضمان تماسك الإدارة البحرية، وتحسين أداء المصالح الإقليمية، وتعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين في القطاع، مما جعل منه جسدًا واحدًا يمتد من لكويرة إلى طنجة، يعمل وفق رؤية موحدة نحو مستقبل أكثر استدامة.
كما دفعت الدريوش القطاع نحو آفاق جديدة من خلال تبني سياسات تدعم تحديث الأساطيل، وتعزيز منظومة المراقبة البحرية، وتوسيع الاستثمارات في تربية الأحياء المائية، وتفعيل البحث العلمي في المجال البحري.
هذه المقاربة جعلت المغرب في موقع متقدم ضمن الدول التي تعتمد سياسات بحرية مسؤولة، قائمة على الاستغلال الرشيد للموارد الطبيعية مع ضمان حقوق العاملين في القطاع.
ويُحسب للدريوش قدرتها على ضبط السوق وحماية المستهلكين من المضاربة، حيث لم تشهد الأسواق المغربية اضطرابات في الأسعار رغم الظروف الدولية الصعبة، وهو ما يعكس نجاعة التدبير الإداري والاقتصادي للقطاع في هذه المرحلة الحساسة.
إن نجاح الدريوش في هذه الملفات يعكس ترجمة عملية للرؤية الملكية التي وضعت الكفاءة والاستدامة في قلب استراتيجيات تسيير القطاعات الحيوية.
وبفضل قيادتها، أصبح قطاع الصيد البحري اليوم أكثر تنظيمًا وانسجامًا، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأكثر استشرافًا لمستقبل يعزز الأمن الغذائي الوطني، ويضمن استدامة الثروة السمكية للأجيال القادمة.
البحر24- رأي المحرر