منذ تعيين زكية الدريوش كاتبة للدولة مكلفة بقطاع الصيد البحري في أكتوبر 2024، أظهرت التزامًا كبيرًا بتطوير هذا القطاع الحيوي في المغرب، معتمدة على رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاستدامة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف مناطق المملكة.
وقد باشرت الدريوش مهامها بسلسلة من الأنشطة والزيارات الميدانية التي عكست إدراكها العميق لأهمية القطاع ودوره المحوري في الاقتصاد الوطني.
في مدينة الداخلة، التي تعتبر إحدى أهم المراكز الوطنية في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية، أشرفت الدريوش على مجموعة من المشاريع التنموية التي تهدف إلى استغلال الإمكانيات الطبيعية للمنطقة.
أكدت خلال زيارتها على أهمية الداخلة كمحور رئيسي للاستزراع المائي في المغرب، مشيرة إلى أن المنطقة تشكل نموذجًا في الإدارة المستدامة للموارد البحرية بفضل بيئتها المحمية والمراقبة. كما استعرضت نتائج استراتيجية “Halieutis”، والتي ساهمت بميزانية إجمالية تجاوزت 8.5 مليارات درهم، خصص جزء كبير منها لتنمية البنية التحتية وتعزيز البحث العلمي في الأقاليم الجنوبية.
في أكادير، قامت الدريوش بزيارة تفقدية لمندوبية الصيد البحري واطلعت على التحضيرات لتنظيم الدورة السابعة لمعرض “أليوتيس”. وأكدت أهمية هذا الحدث الذي يجمع الفاعلين الأساسيين في مجالات الصيد البحري وتربية الأحياء المائية وتحويل المنتجات البحرية.
وشددت على أن المعرض يرسخ مكانة المغرب كوجهة دولية لتطوير الصناعات البحرية ويعزز الابتكار والتعاون بين مختلف الفاعلين في القطاع.
أما في مدينة آسفي، فقد عقدت لقاءً مع المهنيين والفاعلين في قطاع الصيد البحري للوقوف على التحديات التي تواجههم، وركزت على أهمية تحقيق تنمية مستدامة في القطاع عبر تنفيذ برامج ومشاريع طموحة تهدف إلى تحسين ظروف عمل الصيادين وتعزيز تنافسية المقاولات البحرية. وشددت على دعم استثمارات القطاع الخاص في تربية الأحياء المائية كوسيلة لتحقيق تنوع في الإنتاج السمكي وتوفير فرص عمل جديدة.
من جهة أخرى، ركزت الدريوش على تحسين أداء الإدارة وتطوير البنية التنظيمية لكتابة الدولة في الصيد البحري. وقد قامت بإجراء تغييرات مهمة شملت إنهاء مهام عدد من المسؤولين المركزيين وتنقيل بعض المناديب الإقليميين.
هذه الخطوات تعكس رغبتها في تعزيز الكفاءة والشفافية وضمان تقديم خدمات عالية الجودة للمهنيين والمستثمرين.
الإشراف على توقيع اتفاقيات مهمة كان أيضًا جزءًا من جدول أعمال الدريوش، مثل مشروع تطوير قرية الصيادين الحديثة بالصويرية القديمة، بتمويل قدره 129 مليون درهم. هذا المشروع يمثل نموذجًا لدمج الابتكار في إدارة الموارد البحرية وتوفير بنية تحتية متطورة تخدم الصيادين وتستجيب للمعايير الصحية الدولية.
هذه الأنشطة المتعددة والمتنوعة تعكس التزام زكية الدريوش بالنهوض بقطاع الصيد البحري، وتحويل التحديات إلى فرص تدعم النمو المستدام. من الداخلة إلى الرباط، مرورًا بآسفي وأكادير، وضعت الدريوش بصمتها عبر مبادرات ومشاريع تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، معززة بذلك مكانة المغرب كوجهة رائدة في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية على المستوى الإقليمي والدولي.
خـــــــــــــاص- البحر24