انعقد صباح أمس الأربعاء الجمع العام للكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي برئاسة عبد الكريم فوطاط، وذلك بمقرها الرئيسي بالرباط، و بحضور أعضاء الكنفدرالية، والتي تم خلالها المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي بالإجماع .
وفي البداية رحب رئيس الكنفدرالية عبد الكريم فوطاط بالعضو ورئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية مونير الدراز، نظرا لكونه يحضر أول لقاء للكنفدرالية بصفته رئيس الغرفة المتوسطية، مع الإشادة بالدور البارز الذي لعبه الرئيس السابق يوسف بنجلون والعضو المؤسس للكنفدرالية في تعزيز الدينامية التي تشهدها الغرفة المتوسطية، ورسم سكتها التي تسير عليها اليوم.
وإلى جانب عدد من النقاط التي تضمنها جدول أعمال الدورة، فقد تضمن أيضا توقيع اتفاقية إطار بين غرفة الصيد البحري المتوسطية، والكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي، حيث تم توقيعها والمصادقة عليها، والتي تهم الشراكة بين الكنفدرالية والغرفة في عدة مجالات وتبادل الخبرات بما فيها مجال معرض “أليوتيس”.
وإلى جانب ذلك، فإنه تم التذكير بأن النظام الداخلي للكنفدرالية ينص على أن الجمعية المنضوية تحت لوائها يمثلها الرئيس شخصيا في الجمع العام حيث ينص القانون على حضوره الشخصي والفعلي ، بحكم أن تصويت نائبه أو من يمثله غير ممكن، ولا يصلح وبالتالي فإن المكتب التنفيذي ينص على حضوره الشخصي.
خلال هذا الجمع، أبرز فوطاط التطور المستمر للكنفدرالية، مشيراً إلى أن عدد الجمعيات المنضوية تحت لوائها قد وصل إلى 29 جمعية، مع انضمام ثلاث جمعيات جديدة للصيد بالخيط. وأكد أن الكنفدرالية تسير في الاتجاه الصحيح، مشيداً بما تحقق من إنجازات وأدوار محورية.
تقرير الجمع العام استعرض حصيلة غنية بالاجتماعات التي قامت بها الكنفدرالية مع المؤسسات الإدارية، ومن أبرزها الجمع العام الذي انعقد في فبراير الماضي بحضور كاتبة الدولة المكلفة بقطاع الصيد البحري زكية الدريوش، خلال شغلها وقتها منصب الكاتبة العامة.
هذا الجمع العام كان فرصة لمناقشة قضايا مختلفة تتعلق بالمصايد، منها مشاكل الصدفيات والنيكرو في الشمال ومصايد الأسماك السطحية في الجنوب والمحروقات ومختلفات.
كما ذكر فوطاط بواقعة غياب عبد المالك فرج، المدير السابق للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، خلال الجمع العام السابق، ما جعله يقدم اعتذاراً رسمياً للكنفدرالية بسبب غيابه عن الحضور، وهو ما وصفه المهنيون بالحدث غير المسبوق في العلاقة بين الهيئات المهنية والإدارة. فرج، الذي تعرض لانتقادات من المهنيين بسبب أسلوب تعامله، تقدم باعتذاره مرتين متتاليتين قبل تقديم استقالته، فيما ينتظر الجميع تعيين مدير جديد لتولي المنصب.
كما تم التطرق إلى مشكل الصناديق البلاستيكية بإسهاب بميناء الداخلة وطالب المهنيون ورؤساء الجمعيات المنضوية تحت لواء الكنفدرالية بتدخل صارم من الإدارة لوضع حد لهذا المشكل الذي أصبح المهنيون يطرحونه بشكل مستمر ويضر بمصالحهم واستثماراتهم بالمنطقة.
كما نبه أعضاء الكنفدرالية لضرورة تحمل المكتب الوطني للصيد لمسؤوليته في هذا الجانب، من حيث السير نحو الخوصصة وتأثيرها المباشر على المهنيين وعلاقتها بالمجهزين في هذا الشأن.
وتمت مناقشة كذلك أزمة الدلفين الأسود التي تلقي بظلالها على المناطق الشمالية، حيث تواصل الكنفدرالية البحث عن حلول لهذه الظاهرة والترافع عن المهنيين، في وقت أشاد فوطاط بالدور الإيجابي لعامل الحسيمة سابقاً وعامل مراكش حالياً في دعم المهنيين وتجاوز التحديات المطروحة بالحسيمة.
فيما يخص مشاريع البنية التحتية، تم تسليط الضوء على مشروع بناء مصنع للثلج في الحسيمة، الذي أثار معارضة بعض الأطراف، إلا أن التدخلات الحكيمة للكنفدرالية أسهمت في تصحيح الوضع والوصول إلى توافق يخدم مصلحة المهنيين.
هذا الجمع كان مناسبة لتأكيد الكنفدرالية على مواصلة العمل لتحقيق أهدافها، وسط تحديات كبيرة وعزم واضح على النهوض بقطاع الصيد الساحلي، كما تمت الإشارة إلى المصداقية الكبيرة التي تتسم بها الكنفدرالية والتجاوب معها من لدن الإدارة بخصوص مشاكل المهنيين بكل الموانئ من الشمال الشرقي حتى ميناء الداخلة.
وعلى صعيد آخر، ناقش أعضاء الكنفدرالية ولوج مصيدة بوجدور والتي تبقى حق للجميع، وليس لفئة على حساب الأخرى، وشدد المهنيون على أن دفتر التحملات الحالي لا يعكس الواقع ولا يعالج المشاكل بشكل جدي، مضيفين: “الكيفية التي خرج بها دفتر التحملات الحالي أدى إلى خلق وضعية الريع في بوجدور. كان هناك خطأ واضح يجب تصحيحه في أقرب وقت، خاصة أن الوزارة نفسها اعترفت سابقاً بهذا الخطأ”.
المهنيون المشاركون في الجمع العام، لم يخفوا استياءهم من الوضع القائم في ميناء بوجدور، مؤكدين أن هذا الميناء تم بناؤه من المال العام وليس بتمويل خاص. وانتقدوا ما وصفوه بـ”اقتصاد الريع” الذي يسود المنطقة، حيث قال أحد المهنيين: “ما يحدث في بوجدور هو نوع من زواج المسيار، وهو ما يخدم فئة معينة فقط”.
وأشار رؤساء الجمعيات المنضوين تحت لواء الكنفدرالية كأحد أكبر التمثليات المهنية بقطاع الصيد، إلى أن ما يجري في بوجدور لا يعود بالنفع على الجميع، حيث يتم استنزاف الثروات البحرية ونقلها إلى مصانع في الدار البيضاء بدل استغلالها محلياً. وأضافوا: “نحن كمهنيين نعتبر أنفسنا قيمة مضافة ونطالب بالعدالة في توزيع الفرص، دون إثارة المشاكل بل بإيجاد حلول تحقق التوازن بين جميع الأطراف”.
وناقش الأعضاء أيضا ملف المحروقات بإسهاب شديد، مجمعين على ضرورة العمل على مراسلة الوزارة وكل المؤسسات المتدخلة بما فيها رئيس الحكومة نظرا لارتفاعها المستمر، والإضرار باستثمارات ومصالح المهنيين في ظل تراجع المصايد السمكية بمختلف سواحل المملكة.
وقد ناقش الأعضاء كذلك المشاركة المرتقبة للكنفدرالية بمعرض “أليوتيس” بمدينة أكادير في دورته السابعة، وكذا المشاركة السابقة التي عرفت نشاطا متميزا للكنفدرالية وعقد عدد من الاجتماعات بداخل رواقعها وما تبعه من التعريف بقطاع الصيد البحري انطلاقا من داخل رواق الكنفدرالية والذي يبقى ضمن أحسن الأروقة بمعرض “أليوتيس”.
واختتم الجمع العام بتلاوة الكاتب العام للكنفدرالية محمد السيكي، برقية الولاء للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
خاص- البحر24