شهدت سواحل الجبهة ليلة أمس الإثنين حادثة استثنائية تمثلت في هجوم حيتان الأوركا على مراكب الصيد الساحلي أثناء قيامها برحلات صيد السردين. وقد تسببت هذه الحادثة في ارتباك كبير بين المهنيين الذين فوجئوا بعلوق هذه الحيتان بشباكهم، مما أدى إلى أضرار متفاوتة في معدات الصيد وتعطيل نشاطهم البحري.
الهجوم الذي وقع في منطقة معروفة بثرائها الطبيعي وتنوعها البيئي أثار حالة من القلق في أوساط البحارة المحليين. وبحسب شهود عيان من الصيادين الذين كانوا على متن المراكب، فإن الحيتان أبدت سلوكًا عدوانيًا غير معهود، حيث اقتربت من المراكب بشكل مفاجئ وقامت بتمزيق بعض الشباك المستخدمة في صيد السردين.
هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة النقاش حول التأثير المتبادل بين الإنسان والكائنات البحرية، خاصة في ظل ازدياد نشاط الصيد الساحلي في هذه المنطقة. وتُعد حيتان الأوركا، المعروفة أيضًا باسم الحيتان القاتلة، من أكثر الثدييات البحرية ذكاءً وقوة، وغالبًا ما تتحرك في مجموعات منظمة، مما يجعلها قادرة على التأثير على معدات الصيد وشباكه بسهولة.
وقد عبر عدد من المهنيين عن استيائهم من الخسائر التي تكبدوها، حيث إن الشباك التي تعرضت للتلف تمثل استثمارًا كبيرًا بالنسبة لهم، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث تستدعي تدخل الجهات المعنية لتوفير حماية أكبر لهم ولنشاطهم البحري. كما طالبوا بإجراء دراسات معمقة لفهم أسباب هذا السلوك غير المعتاد من حيتان الأوركا، وسبل التعايش المستدام بين الصيادين والحياة البحرية.
وفيما تستمر المراكب المتضررة في إصلاح أضرارها واستئناف نشاطها، يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تحقيق توازن بين استغلال الموارد البحرية والحفاظ على التنوع البيئي، في منطقة تعد القلب النابض للصيد الساحلي في المملكة.
البحر24- خاص