من بين الملفات المهمة التي ستطرحها أعمال مجموعة “نداء إفني”، يأتي موضوع مستقبل كورنيش سيدي أفني على رأس الأجندة. هذا الشاطئ، الذي يعد من أهم المعالم الطبيعية في المنطقة، يشهد اليوم تحديات كبيرة على مستوى التهيئة والتطوير، خاصة في ظل الطموحات الكبرى لجعل سيدي أفني وجهة سياحية قادرة على منافسة مدينة أكادير المجاورة.
تتساءل العديد من الأطراف المعنية عن قدرة اللجنة المختصة على رفع الضغط عن لوبي أكادير، الذي يهيمن بشكل كبير على مشاريع السياحة والشواطئ في المنطقة. هل يمكن لهذه اللجنة أن تضع خطة استراتيجية تضمن تطوير كورنيش سيدي أفني ليكون في مستوى المنافسة مع أكادير، بما يوفر بيئة سياحية متكاملة وجاذبة للزوار؟ الأسئلة المطروحة تتزايد في ظل رغبة بعض الأطراف في الحفاظ على الوضع الراهن، الذي قد يؤثر سلبًا على تطور هذا الشاطئ.
من جهة أخرى، تثار مخاوف من المحاولات الترقيعية التي يقترحها البعض من داخل المخزن، والتي قد تكون بمثابة ألغام في طريق تنمية هذا الشاطئ بالشكل المطلوب.
في حال تم تنفيذ مشاريع غير مدروسة أو غير متكاملة، فإن ذلك قد يؤثر سلبًا على قدرة كورنيش سيدي أفني في جذب الاستثمارات والمشاريع السياحية الكبرى، مما يعيق تنمية المنطقة بشكل مستدام ويحد من المردودية المتنامية التي يأمل فيها الكثيرون.
الجواب على هذه التساؤلات، والتحديات التي يواجهها كورنيش سيدي إفني، موكول للجنة التي ستنبثق من أشغال “نداء أفني”. سيكون من المهم أن تعمل هذه اللجنة على دراسة متأنية للمشاريع المستقبلية، وأن تضع خططًا تضمن تهيئة شاطئ سيدي إفني وفقًا لمعايير عالية، مع الحرص على خلق فرص استثمارية واعدة تساهم في تعزيز اقتصاد المنطقة وتنمية السياحة فيها، بعيدًا عن التدخلات الترقيعية التي قد تضر أكثر مما تنفع.