أصدر الأستاذ عبد الوهاب السحيمي كتابًا جديدًا بعنوان دينامية الساحل الشفشاوني: الموارد والأنشطة السوسيو اقتصادية ورهان الاستدامة، وهو عمل يسلط الضوء على واقع الساحل الشفشاوني، بمقوماته الاقتصادية والاجتماعية، وتحدياته المتزايدة لتحقيق التنمية المستدامة. يشكل هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبات المغربية، خاصة بالنظر إلى الأهمية المتزايدة للسواحل في دعم الاقتصاد المحلي والمحافظة على الموارد البحرية.
يمثل قطاع الصيد البحري في إقليم شفشاون أحد الركائز الاقتصادية الرئيسية، حيث يعتمد عليه عدد كبير من الأسر كمصدر رزق وحيد. ومع ذلك، يواجه هذا القطاع تحديات كبيرة تهدد استمراريته ودوره التنموي. يعاني الصيادون من محدودية التجهيزات والبنية التحتية، إذ تفتقر موانئ الإقليم إلى تجهيزات حديثة تمكن من تسهيل عملية التفريغ والحفاظ على جودة المنتجات البحرية. بالإضافة إلى ذلك، تشكل الصيد الجائر والممارسات غير القانونية ضغطًا كبيرًا على الموارد البحرية، مما يؤدي إلى استنزافها بشكل متسارع ويهدد التوازن البيئي.
كما يشير الإصدار إلى نقص التنظيم المهني في القطاع، حيث تعاني التعاونيات والجمعيات البحرية من ضعف الدعم والتمويل، ما يحد من قدرتها على لعب دور فعال في تحسين ظروف العمل وضمان حقوق العاملين. ومن بين الإشكالات الملحة أيضًا، تزايد تأثير التغيرات المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط التيارات البحرية، التي تؤثر بشكل مباشر على وفرة الأسماك وموائلها الطبيعية.
ويتناول الكتاب الرهانات المطروحة لتحقيق الاستدامة في الساحل الشفشاوني، حيث يدعو إلى تبني سياسات تنموية شاملة تعتمد على الحفاظ على الموارد البحرية واستغلالها بطريقة عقلانية. كما يشدد على أهمية إدماج تقنيات حديثة في قطاع الصيد وتطوير برامج تكوين للصيادين، بهدف تحسين الإنتاجية وضمان استمرارية النشاط البحري.
هذا الإصدار يمثل دعوة صريحة لإعادة النظر في السياسات المتعلقة بالسواحل والصيد البحري في المغرب، خاصة في المناطق التي تعاني من التهميش، مثل إقليم شفشاون. ويضع بين أيدي الباحثين وصناع القرار أداة تحليلية هامة لفهم ديناميات الساحل والتحديات التي تواجهه، في أفق تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.
البحر24- خاص