لقد شكلت التغيرات المناخية المفاجئة التي بات يعرفها المغرب، خطرا محذقا بالسكان المجاورين، ولهذا سبق لتقارير دولية أن نبهت لخطورة الوضع، وهو ما عرفته مؤخرا عدد من المناطق بالمملكة، منها وصول أمواج البحر لأول المرة إلى شوارع مدينة بوجدور، فضلا عن وصولها إلى الطريق الرابطة بين طرفاية وأخفنير، في سابقة من نوعها، حيث قطعت الأمواج الطريق أمام حركة المرور، وهو ما ينذر بتغير الوضع مستقبلا
مدينة تغازوت الواقعة بضواحي مدينة أكادير، هي الأخرى عرفت نفس الوضع، بعد ان وصلت الأمواج إلى محيط سكن المواطنين، ما خلف فزعا في صفوفهم.
تقرير يدق ناقوس الخطر
أفاد التقرير الوطني الثالث حول السياسة الوطنية في مجال التغير المناخي، الذي أصدرته الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة سنة 2016، بأن المغرب يعاني من مجموعة من تبعات التغيرات المناخية، فرغم أن البلد ليس مصدرا أساسيا لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مقارنة بالبلدان الصناعية، إلا أنه سيتأثر مستقبلا بآثار هذه الظاهرة، وهو ما أصبحنا نشاهده اليوم عن كثب.
تشريد مستقبلي
يرتفع مستوى سطح البحر بسبب ذوبان جليد اليابسة والأنهار والرفوف الجليدية والتمدد الحراري للمياه حيث تشغل المياه الدافئة حجماً أكبر من المياه الباردة. وقد ذكر الكتاب السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أن مستوى سطح البحر قد ارتفع بمقدار 2 سنتيمتر في القرن الثامن عشر و 6 سنتيمترات في القرن التاسع عشر و 19 سنتيمتراً في القرن العشرين.
وقال الكتاب بالإشارة إلى دراسات جديدة أنه مع تفكك الصفائح الجليدية في نهاية العصر الجليدي الأخير منذ حوالي 10 آلاف سنة ارتفع مستوى سطح البحر بمقدار يتراوح ما بين 70 سنتيمتراً و 1.3 متراً في كل قرن. وسيؤدي ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد في جميع أنحاء العالم.
خــــاص- البحر 24